Translate

mardi 1 mai 2012

للجزائر أبناؤها

كنت أقول دائما أن الجزائر حررها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، و عاث فيها فسادا من هم دونهم؛ فإن هي وقعت في أزمات، لا تجد إلا رجالها و إن همشوا و ظلموا. والدليل ما أعطته قناة النهار TV. إن الشيخ شمس الدين الذي يقطن في حي أسفل من الحي الذي عشت فيه، كان معروفا بجمعيته الخيرية التي عطلت كما يقال بسبب شخص لا علاقة له بالجزائر ولا بتقاليدها. و لكنني لم أكن أعلم أن السبب الرسمي هو قيام صاحب الجمعية بتزويج الشباب. أ يريد من كان السبب أن يشقى الناس و تنتشر الرذيلة؟. زد على ذلك يشكو الناس من العدالة و التربية و الصحة، أرجل ثلاث تقف عليها أي دولة, فالدولة التي ثلثها جاهل، مريض و مظلوم لا يسعها أن ترفع رأسها.
فلهذه الأسباب يريد الشعب التغبير لأن أعداء الجزائر تغلغلوا في دواليب الحكم وأفسدوا البلد عن قصد وليس عن جهل.
إن هذا الشيخ الذي ظلم ظهر على التلفزيون ليحث الشعب على الانتخاب خوفا على بلده. ظلم لأنه منع من خدمة شعبه وسمح لجمعيات معروفة بولائها للصهيونية العالمية أن تنشط و التي يقول عنها العارفون أن هنالك من غض الطرف عنها وذلك بداية من السبعينيات من القرن الماضي . إن الشيخ أفتى بوجوب الانتخاب هذه المرة انطلاقا من نقطتين:
1-التصويت شهادة واجبة.
2-الناتو سيتدخل في الجزائر إذا وقع عزوف عن الانتخاب.
إني أرى أن عدم الانتخاب لحكمة يكون في الواقع أبلغ شهادة، فالناس صوتوا بالظرف الفارغ وبأعداد كبيرة جدا ولم تستنتج النتائج وقام المجلس الفاقد للشرعية بسن القوانين. وأما دخول الناتو لا دليل ماديا في حوزة الشيخ لبناء فتوى إلا إذا اطلع على بعض الدلائل. غير أني أرى أن المؤامرة حقيقية و بدأت خيوطها تتداخل قبل 2001،  ولكن الأمل باق في أن تنقلب المؤامرة على أصحابها و تخرج الجزائر غانمة سالمة و يقع التغيير السلمي المنشود.
 نريد التغيير لأنني (و كثيرين) مثلا سأبلغ هذا العام سن بومدين حين مماته و قد ولدت بعد توليه الحكم و مازلت قاصرا في نظر البعض. متى سيكون لنا دور في قيادة البلد، أليس لكل عصر رجاله؟
و نريد التغيير سلميا لنحافظ على استقرارنا و مكتسباتنا. اذكر لما كنا صبية تناقشنا مع جار يكبرنا سنا، كان دوما يتمنى الثورة في  الجزائر، فذكرته أن الثورة تعني الفتنة و القتل، و انتهاك الحرمات. فلما انفجر الوضع ندم على ما قال.  لا أحد منا ينشد الفتنة إلا إذا كان ممن أهله في مأمن في الخارج.
و في نفس الوقت، أن نخير بين الإنتخابات و الإستعمار فهذا أمر غير صائب لأننا لم نحكم و لم نجعل الجزائر في فم الضبع؛ لا ذنب لنا البتة. نؤمر بالإنتخاب للحفاظ على الجزائر مع تواصل المأساة إذ يظهر على قوائم المترشحين أناس كانوا في مناصب معينة و أخفقوا في مهامهم و مع ذلك فرضتهم الأحزاب. وهنالك من لا مستوى لهم و آخرون من وضعوا بينهم و بين الأخلاق واديا.
و في غمرة الماديات التي أحاطنا بها أصحاب الفكر المادي نسينا الجانب الروحي. يعلم العسكر أن المعركة لا تكسب بالسلاح فقط و لكن ينبغي شحذ الروح القتالية لدى الجندي. الجانب الروحي له وزنه. و بالتالي الدعاء له سحره؛ فلا يعبأ بنا الله لولا دعاؤنا، الله الذي يقول في الحديث القدسي (فيما معناه)
"أنا الملك..قلوب الملوك بين أصبعي أقلبها كيف أشاء!!
فلا تشغلوا أنفسكم بسبّ الحكام , و لكن توبوا إليّ .. أعطف قلوبهم عليكم !!" أو "لا تدعوا على الحاكم بل ادعوا له إن قلبه بين أصبعي أقلبه كيف أشاء".
وبالتالي إن أردنا أن تتغير الأوضاع في الجزائر، لماذا لا نستيقظ يوم 10 ماي ساعة قبل صلاة الصبح في الثلث الأخير من الليل بالملايين لندعو لخير الجزائر في الشرفات و المآذن و الشوارع (كما فعلنا مع الكرة). إن الله أكرم من أن يردنا خائبين.
26-04-2012.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire