Translate

lundi 30 janvier 2012

Zamzam2

من عبد من عباد الله بأرض الجزائر إلى الشيخ القرضاوي

يا شيخ إنا نحبك في الله نحن معشر الجزائريين فلك منا السلام، أما بعد،

فقد قرأت بيانك الذي نشر يوم 24/11/2009 في جريدة الشروق الجزائرية، فارتأيت أن أمدك بحقائق تجعلك ملما بالوضع قادرا على الفتوى و التدخل، إذ أنه ليس من العدل أن توضع الضحية في نفس الكفة مع جلادها.
إني مواطن بسيط لا علاقة له بالكرة و لا يعتقد بشرعيتها، ففهمي لواقع الأمر لا تشوبه عصبية. إن غضب الشعب الجزائري مشروع للأسباب التالية:
1-                          قال تعالى: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" و تفسيرها في الحديث النبوي: "أيما مسلم ضاف قوما فأصبح الضيف محروما فإن حقا على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه و ماله". هذا حال الضيف الذي حرم، فما بالك بالضيف الذي اعتدي عليه و كاد يقتل. إن الفريق الوطني الجزائري و كان معه مسؤولون ووزراء و سفير و صحافة وطنية و دولية، ضرب بالحجارة ظلما و عدوانا فسال الدم و اتهم أنه فعل ذلك بنفسه.
2-                          المساس برموز الدولة الجزائرية و السيادة الوطنية:
I.          شتم الرئيس و هو من أولي الأمر في العالم الإسلامي.
II.        حرق الراية و الدوس عليها و فيها الهلال رمز الإسلام (وكان المحامون طرفا في ذلك).
III.      الإستهزاء بالنشيد الوطني.
IV.      سب الشهداء، وقذف الشعب و المحصنات. فلقد نعتنا بشعب 1.5 مليون حذاء و 1.5 مليون امرأة غير شريفة (حيائي يمنعني من ذكر ما قيل).
V.         لقد مس شرف النساء و الرجال على السواء في مصر و بخاصة بعد 14 نوفمبر، فاعتدي عليهم و روعوا؛ و يستمر الكابوس لحد الساعة إذ حرمات المنازل تنتهك، بيد أن المصريين في الجزائر رجعوا إلى تجارتهم. أليس ترويع المؤمن ظلمات في القبر؟
للذكر أقول أن مضايقة الجزائريين في مصر بدأت قبل المباراة بسنين، و هذا مثال على ذلك: زار مصر وفد من رجال العلم لحضور مؤتمر ما، فأخذوا من فنادقهم ليلا عراة للتحقيق معهم لأيام عديدة. الأخوة لا تكون بين شخصين أحدهما يتعالى على الآخر وما بلغ الجبال طولا.  و منذ سنين يتحين المصريون الفرص للنيل منا بالقول أن شرفنا داس عليه جنود الإحتلال (و قيلت مؤخرا) مع أن الشعب قدم 9 ملايين شهيد خلال 132 سنة من الإستدمار (حسب بعض الدراسات).
إن كانت التهدئة هي التي تطلبون، فالجزائر الرسمية لم تتكلم و لكن تكلم الشعب، والآن سكن. أما إن كنتم تدعون إلى الأخوة فذاك أصعب لأنه يتطلب صفاء القلب و الإحترام المتبادل. التوبة تستلزم الندم و رد المظالم. إن الجانب الآخر ارتكب منكرات تستوجب الحد، و دعوة الجزائر لنسيان ما وقع تعني الشفاعة في الحدود.
يا شيخ إن لك عندنا لمكانا عليا، و الدليل على ذلك أن صحافتنا و إن ظنت أنك ركنت شيئا ما للطرف الآخر، التمست لك العذر ولم تهاجمك. أبقاك الله على طريقه، فهفوة العالم حالقة.
إنك في بيانك ذكرت فضل مصر على الجزائر و كأن مصر لا فضل لأحد عليها. و ذلك مربط الفرس. إن كان لمصر فضل على الجزائر فإن المن يمحقه. نحن نشكر الناس فنشكر الله و لكن لا نستعبد. أقول ذلك و الواقع مغاير لما سلف. إن الدعم المصري لثورتنا كان محصورا جدا، إذ كان لأسباب إستراتيجية بحتة. فهي لم تعترف بالحكومة الجزائرية، لأنها أرادت الاستحواذ عليها، ولذلك غير مقر البعثة الجزائرية من مصر إلى تونس. إن ثورتنا كانت تمول و تمون نفسها بنفسها. و لنسأل أنفسنا: هل مات مصري واحد على أرض الجزائر؟ على عكس بعض الأوربيين اللذين ماتوا من أجلها، لقناعتهم بالقضية. و في المقابل، ما بذلته الجزائر لمصر في حربيها من أموال و أنفس أعظم بكثير (شهداء، سلاح لها و لسوريا، قمح، بترول...).
أما بالنسبة للعلماء، فنحن حقا نحب الغزالي الذي زارنا و نحن في أوج الصحوة، لكن إحقاقا للحق نقول أن أعضاء جمعية المسلمين الجزائريين واصلت مسيرة النهضة بعد ابن باديس، دون أن ننسى مفكر الأمة مالك بن نبي. و الكل يذكر كيف رافقت دروس الشيخين الجلالي أسير الله في أرضه و كتو على الأثير، أجيالا عدة. و آخرون كثيرون.
و أما ما يخص  المرحوم الشعراوي، فأذكر أنه رأى في منامه شيخا صالحا يسأله لماذا لا يريد زيارة الجزائر، فقرر أن يزورها و التقى الشيخ فعلا و كان شيخ طريقة المتصوف و العالم بلقايد (و هذا بشهادة فلم مصري تاريخي على حياة الشعراوي). الأرض لم تكن خاوية من أهلها.
في الأخير ألتقي معك شيخي على ضعف أداء الدعاة و العلماء، إذ يعلمون الحق و لا يدافعون عنه خوفا من الحاكم أو الناس. إن شعلة الأخوة يمكن أن تنطلق من تحت الرماد من جديد إذا اعترف الناس بالذنب. إنه ليس بعمل الغوغاء و لكن هو أمر دبر بليل. " و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ".
عيد مبارك و ذنب مغفور.
ر.عنو

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire