Translate

lundi 30 janvier 2012

Zamzam7

لما كان العز عزالدين بن عبد السلام  في مصر، وقعت له مشاكل عديدة مع المماليك. فمرة من المرات وصل به الأمر إلى إسقاط شهادة أحدهم، أي جرح في عدالته لأنه - على ما أذكر- أمر باستعمال الطبل على المسجد. فاستخف هذا المملوك بالأمر إلى أن علم أن الخليفة أخذ بفتوى العز و رفض شهادته. و لقد طفح الكيل يوما فرحل العز عن مصر فوق دابته، والعجيب أن أهل مصر تبعوه جميعا، فنادى الوزير أن إلحق بملكك يا سلطان. وهو محق لأنه لا ملكا دون رعية. يا له من عالم رباني هذا المعز.
إن حياة العز و مواقفه تستطيع أن تكون نبراسا يضيء الطريق لجماعة الإفتاء بالأزهر. لقد أفتوا بجواز بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة، وركنوا لمداهنة الحكم وهم الأعلون، إذ أن العالم الإسلامي بأسره لو خير بين الحكم المصري  و الأزهر، لاختار الأزهر. فلما الخوف إذا؟
أَما إن تمسكوا بالفتوى لاقتناعهم بها، فأقول - و إن كنت لست فقيها- إنها لا تصمد للنقد بمقياس العز. إن أي موقع في الفضاء الثلاثي الأبعاد (جو السماء) يستلزم إعطاء ثلاثة إحداثيات، وهذا يتسنى بتعريف قاعدة من ثلاثة أشعة، ونفس الشيء مع الألوان، فثلاثة ألوان هي الأصفر و السيان و الماجنتا كافية لبناء أي لون نطلب. وينطبق نفس النظام في الديناميكا، إذ يستطيع الفيزيائي تعريف أي كمية فيزيائية انطلاقا من ثلاثة كميات فيزيائية هي الطول و الكتلة و الزمن. إن القاعدة هي مجموعة مولدة لأشعة مستقلة خطيا. و هذا هو الأمر الذي توصل إليه العز إذ رأى أن مقاصد الشريعة تقوم على قاعدة من عنصرين هما جلب المصالح و درء المساوئ (أو رد المفاسد).
فالجدار الفولاذي حتما لا يجلب المصالح و لا يدرأ المساوئ عن الغزاويين.و لكن ماذا عن مصر؟
إن هذا الجدار سيجلب الذل و الهوان لمصر بين الأمم و خاصة الإسلامية منها، إذ تُرى على أنها تولت أعداء الأمة فيظن أنها منهم. و هذه كلها مساوئ لم تدرأ.
و إن كان أصحاب الأزهر يرون مصر كالبيت الذي لا يدخل إلا من بابه، فإنني أذكر في هذا الشأن معنى حديث نبوي دون أن أذكر سنده ولا متنه، يذكر الغني المتمكن الذي لا يزكي، يوشك أن يرى جيرانه المعوزين ينقضون عليه. و لهم أن يفتونا في هذا الحديث.
لقد بعثت برسالة لعلماء الأزهر حين أفتى أحدهم بكفر الشعب الجزائري و أكدت لهم أنهم إن لم يتدخلوا ينقطع عنهم الناس، و هاهم يفتون ضد مصلحة الأمة. لذلك و انطلاقا من قصة العز مع المملوك، فإنني على صغر حجمي كمواطن بسيط، أعلن أن علماء الأزهر فقدوا مصداقيتهم عندي. و في هذا السياق أطلب من رئيس الدولة الجزائرية أن يجعل من جامعة قسنطينة مرجعا و مركزا للعلماء الذين يؤتى بهم من كل فج عميق. و كذلك تحقيق الدرر التي تحويها صحارينا. لدينا من الرجال و الكتب ما يجعلنا مرجعا. و كذلك المغرب العربي كله.
و أذكر في الختام ما قاله أهل الأزهر- فيما معناه- لمواطنين جزائريين أرادوا الفتوى على المذهب المالكي:" كيف نفتيكم و فيكم مالك الصغير" قاصدين بذلك الشيخ حماني رحمه الله.


ر.عنو-10/01/10

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire