Translate

lundi 30 janvier 2012

Zamzam6

لقد قرأت في جريدة الخبر ليوم 2010/01/02، حوصلة عن ما قام به شخص من إساءة للشعب الجزائري و تاريخه ثم اعتذاره، و عن ردود من روائيين و نقاد. إنني أعتقد أن كل هذا الحراك "قفة حس" و كفى؛ إذ أن ما قاله هذا الشخص لا يرتقي إلى مستوى يؤذينا البتة، وأنه في واقع الأمر ألقى بحجر في جو السماء فارتد إليه. لقد فتحت الخبر مجالا لهذا اللاحدث، ما كان ينبغي أن يفتح.
إن هذا الشخص روائي برتبة دكتور تحصل على جائزة "البوكر"على روايته "عزازيل"، هذا الإسم الذي يذكرني بالملك المرتد في فيلم Denzel Washington . لقد أساء للشعب الجزائري برمته في مقال يحمل في طياته أسباب سقوط صاحبه. إذ كيف لدكتور أن يكون جهله بالواقع و الجغرافيا بهذه الفظاعة. إنه يعتقد جازما أن الجزائر صحراء قاحلة و سكانها بدو صحراويون و البدو الصحراويون جبناء. إنه لا يعلم أن الجزائر تحتوي على أجمل المناظر في العالم: من سواحل و جبال و أودية. ففي الجزائر تجتمع التضاريس و الفصول. و العمران في الجزائر أرقى من مثيله في مصر (وأنظف). زد على ذلك، إن بدو الصحراء في المغرب العربي و الحجاز و الأردن أهل شجاعة و كرم. إنه يزدري الصحراء التي أتى منها، حيث ذكر المؤرخون الإنجليز (أنظر الشروق) أن الصحراء الجزائرية كانت خضراء فقحلت فغادرها سكانها إلى مصر فزرعوا ضفاف نيلها 3500 ق.م.
أما ما يخص اعتذاره فهو شيء لا يعنينا، لأن ما وقر في قلبه لن يتغير إلا إذا درس التاريخ و الجغرافيا من جديد. و لا يهم إن كان قد اعتذر من أجل الجائزة أم أنه أحس بتأثير الجاذبية. كما أنه يكفي تعريف نقطتين لرسم مستقيم، تكفينا النقطتان المذكورتان أعلاه للتأكد من جهل هذا الروائي الدكتور و التساؤل عن مضمون الروايات التي يكتبها و أي فهم و علم نتحصل عليهما بعد قراءتها. أليس يقال: فاقد الشيء لا يعطيه ؟
أما النقاط الأخرى المذكورة في مقاله، فهي لا تصمد أمام النقد، و إني لا أجد في نفسي الرغبة في الرد لغسل الحشو الذي ملئت به رؤوس القوم. إنهم يعلمون أن المعلومة لا تقبل إلا بتوفر التواتر و صدق الراوي، فلماذا لا يبحثون عن مصادر غير القنوات الرسمية لديهم؟
و مع ذلك لا ضير من بعض التفاتة.
إن هذا الشخص كشف سر نجاحات الفريق المصري في بلاده، السلاح الذي يخيفون به الناس، إذ يقول: "هدير 120000 مشجع في استاد القاهرة..."؛ وما بعثة الجزائريين لأم درمان إلا لإبطال مفعول هذا السلاح وقد كان. و بهذا الصدد نذكره أن من استخف بل أهان الجمهور الرياضي هو مواطنه الذي لم يحترم أحدا لما كان في الجزائر (بجاية). و أخيرا نعلمه إن كان يجهل أن الذي فقأ عين الطبيب لم يكن بلومي. القاصي و الداني على علم بذلك. إن استهداف بلومي -كما يبدو- كان من ورائه استهداف الفريق الجزائري و الجزائر.
إن بؤس الجزائريين و إطعامهم من طرف مصر أمر غير منطقي، لأنه لما كانت المؤشرات الإقتصادية الجزائرية تعدل المؤشرات الإقتصادية لطيوان، كانت مصر من أفقر الدول في العالم بدليل المعطيات وما مواقف مصر في 1977 و 1991 إلا لتفوز بالحياة الدنيا. و إن كان رئيسهم الذي خان الثورة الجزائرية من أجل قرشين أحمرين من ديغول (ارجع إلى الشروق و المحاضرة حول مسعود زقار) أغدق على الجزائر، فلماذا قال: "الجزائر تكفيكم و تكفينا". و يقال قد مات رجال بسبب ذلك.
ألا يعلم بأن الجزائر أعادت بناء جيشه بمالها؟
و في الختام-كي لا أطيل على نفسي و أرهقها- أعلمه أنه لا تجوز الصلاة وراء إمام يختم الفاتحة ب "و لا الزالين".
إن الأمر الذي يقلقني في الحقيقة، هو أمر الروائيين و الجزائريين منهم على الخصوص. فهم يكتبون في المجلات و الجرائد و يمدحون بعضهم البعض و يتعاركون مع بعضهم البعض و يقيمون المنتديات و يبنون الإتحادات و يحصلون على الجوائز و يدافعون عن أعمال يظهر في الأخير أن أصحابها لا وزن لهم. تحضرني قصة الفزيائي الشهير الحامل لجائزة نوبل ريتشارد فينمان(Richard Feynman) حين كان يدرس مع ابنه نصا لباروخ اشبنوزا(Baruch Spinoza) يوما، و بعد عناء نظر كل واحد منهما للآخر، و انفلقا ضحكا.

ر.عنو-3/4 جانفي 2010

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire